‫#‏فن_الدعاء_لنيل_المطالب_العلياء‬ (3)

‫#‏فن_الدعاء_لنيل_المطالب_العلياء‬ (3)


كيف تحصل على أعظم منزلة في اﻵخرة وتكون مع أحسن 

رفقة يتجلى هذا الفن في سورة الفاتحة وعندما تقرأها وأنت 

مستحضر معانيها 

قال رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ : قالَ اللهُ تعالى : قسمتُ 

الصَّلاةَ بيني وبينَ عبدي نصفينِ ، ولعبدي ما سألَ ، فإذا قالَ 

العبدُ : { الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ } ، قالَ اللهُ تعالى : حمدني 

عبدي . وإذا قالَ : { الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ } . قالَ اللهُ تعالى : أثنى 

عليَّ عبدي . وإذا قالَ { مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ } . قالَ : مجَّدني عبدي

 ( وقالَ مرَّةً: فوَّضَ إليَّ عبدي ) فإذا قالَ : { إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ 

نَسْتَعِينُ } . قالَ : هذا بيني وبينَ عبدي ولعبدي ما سألَ . فإذا 

قالَ : { اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ غَيْرِ

 الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلَا الضَّالِّينَ } . قالَ : هذا لعبدي ولعبدي ما 

سأل )ص مسلم 


والفن في هذا الدعاء كما يلي : 
1_البداية بالحمد وحصره كله لله (الحمد لله )

2_تعظيم الله سبحانه وتعالى بإثبات ربوبيته للعالمين

 { رَبِّ الْعَالَمِينَ } ثم صفتي الرحمة العامة والخاصة

 { الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ } ثم الملكية له وحده

{ مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ }

3_تناسب التعظيم مع الصفات فعندما حصر الحمد له ذكر 

انفراد بربوبيته للعالمين ﻹثبات علة حصر الحمد له سبحانه 

وتعالى

4_الجمع بين صفات التعظيم والثناء والتمجيد والرحمة 

فجاءت { رَبِّ الْعَالَمِينَ } وبعدها { الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ }

 لإثبات أن العظمة لاتناقضها الرحمة ثم التعظيم مرة أخرى

 { مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ } لإثبات انفراد بالملكية يوم القيامة

 ﻷنه في الدنيا ملك مؤقت مثل ملك اﻷموال والديار وغيرها

5_إظهار قوة العلاقة بين العبد وربه وأنها علاقة عبودية 

وخضوع لله سبحانه وتعالى واستعانة به وحصرها لله

 { إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ }

6_طلب الهداية (اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيم ) وليست أي هداية بل 

خصصها بهداية أفضل الخلق {صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ غَيْرِ

 الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلَا الضَّالِّينَ}
النتيجة : 

للعبد ما سأل وهو الحصول على أعظم منزلة ﻷن الله سبحانه 

وتعالى وقد ذكر الله الذين أنعم الله وهم صفوة الخلق

(وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَالرَّسُولَ فَأُولَٰئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ مِنَ

 النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاءِ وَالصَّالِحِينَ ۚ وَحَسُنَ أُولَٰئِكَ 

رَفِيقًا(69) النساء.

وقد اشترط الله لهذه المنزلة طاعة الله ورسوله كما ترى في 

بداية اﻵية والطاعة تكون في المجالات العقيدة والعبادات 

والمعاملات واﻷخلاق واﻵداب 

أسأل الله سبحانه وتعالى أن يجمعني وإياكم مع صفوة الخلق

وأعظمهم منزلة وأحسنهم رفقة .



‫#‏د_فاطمة_الجارد_الرياض‬



@DrAlJared1