
#فن الدعاء لنيل المطالب العلياء (4)
فن شكوى الهم والحزن
#نصيحة كن مقتديا نبينا يعقوب عليه السلام في شكوى همه
وحزنه قال تعالى: (قَالَ إِنَّمَا أَشْكُو بَثِّي وَحُزْنِي إِلَى اللَّهِ وَأَعْلَمُ
مِنَ اللَّهِ مَا لا تَعْلَمُون(َ86)
والفن يظهر في الجوانب التالية :
أولا _أسلوب الحصر ( إِنَّمَا أَشْكُو بَثِّي وَحُزْنِي إِلَى اللَّهِ )
فحصر الشكوى لله وحده للأسباب التالية
1_ أن الله تعالى وحده هو القادر على كشف الضر قال تعالى
( أَمَّنْ يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ وَيَجْعَلُكُمْ خُلَفَاءَ
الْأَرْضِ ۗ أَإِلَٰهٌ مَعَ اللَّهِ ۚ قَلِيلا مَا تَذَكَّرُون(62َ
2_ حصر الشكوى لله تنفي الشكوى لغير الله فغير الله
مخلوقين ضعفاء فهم سيكونون أصنافا ثلاثة
أ_ ينتصر لك ويستمر في وفائه وهم قليل ولكنه ضعيف مثلك
لا يملك شيئا إلا الدعاء وأنت أولى بالدعاء لنفسك
وإن كان دعاؤه زيادة خير على خير فإن كتمان حالك أولى
ب_ ينتصر لك ثم يمكر بك وينتقصك بها
ج_ يشتم بك ويمكر بك ولا ينصرك ولو كنت في أمس الحاجة
للنصرة
هنا جاءت العلة في حصر الشكوى لله وحده ﻷن البشر خلق
مثلك لايملكون لك شيئا
ثانيا : التفصيل فلم يكتف بشكوى الحزن بل فصل في الهم
والحزن فالبث هو الهم أو أشد الحزن فحزن على فقده وفراقه
وهم على ما سيحصل له بغيابه وبعده عنه وعدم معرفة مكانه
ثالثا: تخصيص الحزن بأنه حزنه والبث بثه ولم يقل الحزن
والبث بل قال ( إِنَّمَا أَشْكُو بَثِّي وَحُزْنِي ِ ) نسبه لنفسه بياء
المتكلم
وهذا فيه تخصيص لحزنه ﻷنه لا أحد يشعر بحزنه إلا هو مهما
كان قريبا منه ومهما وصف له حزنه فإنه لن يستشعره كما
يشعره هو
النتيجة : البشرى بسلامة يوسف (فَلَمَّا أَنْ جَاءَ الْبَشِيرُ أَلْقَاهُ
عَلَىٰ وَجْهِهِ فَارْتَدَّ بَصِيرًا ۖ قَالَ أَلَمْ أَقُلْ لَكُمْ إِنِّي أَعْلَمُ مِنَ اللَّهِ مَا لَا
تَعْلَمُون(96َ)
اللهم ارزقني وإياكم كتم الحال وشكوى البث والحزن إلى الله
وارزقني وإياكم بشرى بكل ما افتقدناه مما نتمناه
#ومضة لو كنت مسئولة في التعليم لقررت مادة اسمها فن
الدعاء لما رأيته من خلال البحث والتدبر من أثر هذا الفن في
الدنيا واﻵخرة ، ففي الدنيا في سير اﻷنبياء وكرامات
اﻷولياء وفي اﻵخرة ما وعده الله للداعين .
محبتكم.
#د_فاطمة_ الجارد_الرياض
@DrAljared1
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق