فن الدعاء لنيل المطالب العلياء (6)

فن الدعاء لنيل المطالب العلياء (6) 

سرعة الدعاء لله وحده سبب في سرعة الاستجابة وزيادة العطاء
لكي يستجيب له لدعائك بالوقت الذي تريده ويزيد في عطائك سارع بالدعاء ووحده بالشكوى فلاتشتكي ﻷحد إلا هو لاقبله ولا بعده
فالمتأمل في منهج دعاء اﻷنبياء لربهم.سرعة استغاثتهم به  وحده كما أنهم لايشكون حالهم إلا لله وحده  فلايشتكون للخلق ﻷنهم ضعفاء مثله ألا ترى فاء الفجائية بعد كل دعوة لنبي التي تدل على سرعة الحدث فﻷنهم يسارعون في الدعاء له وحده يسارع الله لهم بالاستجابة ويصطفيهم بكرامات الفرج ومن اﻷمثلة لا الحصر 
1_ المسلمون في بدر في ضعف من العداد والعدة استغاثوا به وحده قال تعالى  (إِذْ تَسْتَغِيثُونَ رَبَّكُم) فسارع الله لهم ( فَاسْتَجَابَ لَكُمْ أَنِّي مُمِدُّكُمْ بِأَلْفٍ مِنَ الْمَلَائِكَةِ مُرْدِفِينَ (9َ) اﻷنفال

2_  نوح عليه السلام سارع في طلب النصرة لدينه ولم يوجه شكواه إلا له  قال تعالى (وَنُوحًا إِذْ نَادَىٰ مِنْ قَبْلُ )
فسارع الله له بالاستجابة ( فَاسْتَجَبْنَا لَهُ فَنَجَّيْنَاهُ وَأَهْلَهُ مِنَ الْكَرْبِ الْعَظِيمِ(76) اﻷنبياء

وكان دعاؤه الذي من قبل (قَالَ رَبِّ انْصُرْنِي بِمَا كَذَّبُون(26ِ)  المؤمنون
وفي موضع آخر (فَدَعَا رَبَّهُ أَنِّي مَغْلُوبٌ فَانْتَصِرْ(10) القمر

ويفصل الاستجابات في طريقة نجاته الموضع الأول (فَأَوْحَيْنَا إِلَيْهِ أَنِ اصْنَعِ الْفُلْكَ بِأَعْيُنِنَا وَوَحْيِنَا فَإِذَا جَاءَ أَمْرُنَا وَفَارَ التَّنُّورُ ۙ فَاسْلُكْ فِيهَا مِنْ كُلٍّ زَوْجَيْنِ اثْنَيْنِ وَأَهْلَكَ إِلَّا مَنْ سَبَقَ عَلَيْهِ الْقَوْلُ مِنْهُمْ ۖ وَلَا تُخَاطِبْنِي فِي الَّذِينَ ظَلَمُوا ۖ إِنَّهُمْ مُغْرَقُون(27َ) المؤمنون

وفي الثاني يفصل كيف انتقم من قومه  وأنجاه قال تعالى (فَفَتَحْنَا أَبْوَابَ السَّمَاءِ بِمَاءٍ مُنْهَمِر(11ٍ) (وَفَجَّرْنَا الْأَرْضَ عُيُونًا فَالْتَقَى الْمَاءُ عَلَىٰ أَمْرٍ قَدْ قُدِر(12َ) (وَحَمَلْنَاهُ عَلَىٰ ذَاتِ أَلْوَاحٍ وَدُسُرٍ(13) (تَجْرِي بِأَعْيُنِنَا جَزَاءً لِمَنْ كَانَ كُفِر(14َ) القمر

وفي سرعة هلاك قومه  (وَنَصَرْنَاهُ مِنَ الْقَوْمِ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا  إِنَّهُمْ كَانُوا قَوْمَ سَوْءٍ فَأَغْرَقْنَاهُمْ أَجْمَعِين(77َ) اﻷنبياء

وفي موضع يسارع في طلب الفتح من الله بينه وبين قومه ويدعو بالنجاة له ومن معه (قَالَ رَبِّ إِنَّ قَوْمِي كَذَّبُون(117ِ) (فَافْتَحْ بَيْنِي وَبَيْنَهُمْ فَتْحًا وَنَجِّنِي وَمَنْ مَعِيَ مِنَ الْمُؤْمِنِين(118) الشعراء

فيسارع الله في استجابة طلبه  (فَأَنْجَيْنَاهُ وَمَنْ مَعَهُ فِي الْفُلْكِ الْمَشْحُون(119ِ) الشعراء
ويغرق  قومه (ثُمَّ أَغْرَقْنَا بَعْدُ الْبَاقِين(120َ) الشعراء

3_يونس عليه السلام عندما التقمه الحوت  قال تعالى نادى ربه (وَذَا النُّونِ إِذْ ذَهَبَ مُغَاضِبًا فَظَنَّ أَنْ لَنْ نَقْدِرَ عَلَيْهِ فَنَادَىٰ فِي الظُّلُمَاتِ أَنْ لَا إِلَٰهَ إِلَّا أَنْتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنْتُ مِنَ الظَّالِمِين(87َ) اﻷنبياء
فسارع له بالنجاة  (فَاسْتَجَبْنَا لَهُ وَنَجَّيْنَاهُ مِنَ الْغَمِّ ۚ وَكَذَٰلِكَ نُنْجِي الْمُؤْمِنِينَ(88) اﻷنبياء

4_زكريا في طلب الذرية
(وَزَكَرِيَّا إِذْ نَادَىٰ رَبَّهُ رَبِّ لَا تَذَرْنِي فَرْدًا وَأَنْتَ خَيْرُ الْوَارِثِين(89َ) اﻷنبياء
فسارع الله له (فَاسْتَجَبْنَا لَهُ وَوَهَبْنَا لَهُ يَحْيَىٰ وَأَصْلَحْنَا لَهُ زَوْجَهُ ۚ إِنَّهُمْ كَانُوا يُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَيَدْعُونَنَا رَغَبًا وَرَهَبًا ۖوَكَانُوالَنَا خَاشِعِين َ(90) اﻷنبياء

5_ يوسف عليه السلام مع أن النساء يخاطبنه إلا أنه  وجه شكواه لله وحده  (قَالَ رَبِّ السِّجْنُ أَحَبُّ إِلَيَّ مِمَّا يَدْعُونَنِي إِلَيْهِ ۖ وَإِلَّا تَصْرِفْ عَنِّي كَيْدَهُنَّ أَصْبُ إِلَيْهِنَّ وَأَكُنْ مِنَ الْجَاهِلِين(33َ)يوسف

فسارع الله وصرف عنه كيدهن   (فَاسْتَجَابَ لَهُ رَبُّهُ فَصَرَفَ عَنْهُ كَيْدَهُنَّ ۚ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيم(34ُ)يوسف
نلاحظ
الكلمات (فَاسْتَجَابَ َ) ( فَاسْتَجَبْنَالَهُ فَنَجَّيْنَاهُ ) (فَأَوْحَيْنَا ) (فَفَتَحْنَا )  (فَأَنْجَيْنَاهُ ) (فَأَغْرَقْنَاهُمْ) وبعضها متكرر
كلها مبدوءة بفاء الفجائية

فسرعة الاستغاثة بالله  من اﻷنبياء وتفريده بها وبالمقابل سرعة الاستجابة من الله وزيادة العطاء

اللهم اجعلني وإياكم ممن سارع بالشكوى لله وفرده بها ليصطفينا الله من خلقه بكرامات الفرج

 #د_فاطمة_ الجارد_الرياض
DrAljared1@ #تذكير #مكتب_بناء_الشخصية_للاستشارات_التعليمية_والتربوية
يدعوك للانضمام ل #مشروع_كاسيات_كاسيات_لا_كاسيات_عاريات
فريق بناء الشخصية التطوعي/ استضافة أحباب الرحيم