السبت، 6 سبتمبر 2014

فن الدعاء لنيل المطالب العلياء (5)






فن الدعاء لنيل المطالب العلياء (5)

الدعاء بالاستسلام لله و بإرسال رسولا هو أفضل البشرية 

لقد دعا إبراهيم عليه السلام وابنه إسماعيل دعوة كانت ثمرتها 


الحنيفية ﻹبراهيم و إرسال رسول البشرية من أمة العرب قال تعالى (وَإِذْ يَرْفَعُ إِبْرَاهِيمُ الْقَوَاعِدَ مِنَ الْبَيْتِ وَإِسْمَاعِيلُ رَبَّنَا 

تَقَبَّلْ مِنَّا ۖ إِنَّكَ أَنْتَ السَّمِيعُ الْعَلِيم(127ُ) (رَبَّنَا وَاجْعَلْنَا مُسْلِمَيْنِ 

لَكَ وَمِنْ ذُرِّيَّتِنَا أُمَّةً مُسْلِمَةً لَكَ وَأَرِنا مَنَاسِكَنَا وَتُبْ عَلَيْنَا ۖ إِنَّكَ 

أَنْتَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ (128)(رَبَّنَا وَابْعَثْ فِيهِمْ رَسُولًا مِنْهُمْ يَتْلُو 

عَلَيْهِمْ آيَاتِكَ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَيُزَكِّيهِمْ ۚ إِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيم(129ُ) البقرة

ويتجلى هذا الفن فيما يلي : 
1_الدعاء أثناء العمل والدليل الفعل المضارع (وَإِذْ يَرْفَعُ )
 

2_ النداء بلفظ الربوبية تجليلا وتعظيما لله سبحانه وتعالى


(رَبَّنَا ) واستشعارا بربوبيته للعباد 

3_ طلب قبول العمل (تَقَبَّل) وفيه مشروعية طلب قبول العمل


 ﻷنه قد تكون هناك أسبابا تحول دون القبول 

4_مشروعية الدعاء لمن اشترك في العمل فجاءت بصيغة 


الجمع (رَبَّنَا تَقَبَّل مِنَّا ) 

6_ حصر الاستسلام لله وحدة وتأكيدها له سبحانه وتعالى 


(رَبَّنَا وَاجْعَلْنَا مُسْلِمَيْنِ لَك وَمِنْ ذُرِّيَّتِنَا أُمَّةً مُسْلِمَةً لَكَ)

فتكررت ( لَكَ) في طلبه الاستسلام منه وفي طلبه الاستسلام من 


ذريته لله سبحانه وتعالى

7_ مشروعية طلب معرفة المناسك ( وَأَرِنَا مَنَاسِكَنَا)

8_ مشروعية طلب قبول التوبة عما سلف قبل العلم بها


 (وَتُبْ عَلَيْنَا ) 

9_ترتيب المهم فاﻷهم فقدم العقيدة ثم الشرائع ثم التوبة 


عما سلف (رَبَّنَا وَاجْعَلْنَا مُسْلِمَيْنِ لَكَ وَمِنْ ذُرِّيَّتِنَا أُمَّةً مُسْلِمَةً لَكَ 

وَأَرِنَا مَنَاسِكَنَا وَتُبْ عَلَيْنَا)

فطلب الاستسلام ثم معرفة الشرائع ثم التوبة عما سلف

10 _ ختم الدعاء بطلب إرسال رسولا منهم 


قال تعالى (رَبَّنَا وَابْعَثْ فِيهِمْ رَسُولًا مِنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِكَ 

وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَيُزَكِّيهِمْ ۚ إِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيم (129ُ) البقرة

9_ ذكر صفات المطلوب من الله سبحانه وتعالي فوصف 


إبراهيم عليه السلام الرسول المطلوب إرساله بالصفات اﻵتية 

*يكون منهم *يتلو آيات الله *يعلمهم *يزكيهم قال تعالى

( رَسُولًا مِنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِكَ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ 

وَيُزَكِّيهِمْ ) *

وخصص اﻷيات بالله (يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِك ) فلم يقل اﻵيات بل قال

 آياتك بكاف الخطاب تخصيصا ﻵيات الله بالتلاوة ۚ

10 _الترتيب في اﻷهم ثم المهم فترب أعمال هذا الرسول


فبدأ بالتلاوة ثم بتعليمهم الكتاب والحكمة ثم التزكية ﻷن التلاوة 

تكون أولا ثم تعليم مافيه من حكم وجاءت التزكية في آخر 

اﻷعمال ﻷنها تكون لمن استمع التلاوة ثم تعلم الكتاب ومافيه 

من حكم 

11_ الختم بصفات تتناسب كل مقام 

اﻷولى : تتناسب مع العمل والدعاء ( السَّمِيعُ الْعَلِيم ) فالعمل 

والدعاء لايكفي فيهما السمع والبصر ﻷن يحتاج إلى علم بالنية

 والمقصد لذا ختم ب (السَّمِيعُ الْعَلِيم)

الثانية : تناسب التوبة مع ما قبلها (َ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ (128)


 ﻷن بعد تعليمهم المناسك يطلبون التوبة عن جهلهم السابق 

وصفة الرحيم ﻷنه رحمته سبب في قبول توبة عباده عما سلف
َ
الثالثة : تتناسب مع طلب إرسال رسول بالصفات التي ذكرت 


والتي تحتاج إلى عزة وحكمة (الْعَزِيزُ الْحَكِيم ) فالعزيز: القوي

 الذي لا يعجزه شيء أراده، الحكيم: الذي لا يدخل تدبيره 

خلل ولا زلل.وإرسال رسول واختياره من البشر يحتاج هذين 

 الصفتين

12_ تعريف هذه الصفات بأل التعريف التي تكسبها صفة 


أبدية غير منفكة عنها (السَّمِيعُ الْعَلِيم ) (إالتَّوَّابُ الرَّحِيمُ )

( الْعَزِيزُ الْحَكِيم ) 

13_ تأكيد هذه الصفات الست السابقة لله وحده بمؤكدات 


سبقت كل صفتين وهي ( إِنَّكَ أَنْت ) وهي أداة التأكيد( إن )

 والضميرين المخاطبين ك وضمير( أَنْت ) فجاءت

 ( إِنَّكَ أَنْت السَّمِيعُ الْعَلِيم )(إِنَّكَ أَنْت التَّوَّابُ الرَّحِيمُ )

 ( إِنَّكَ أَنْت الْعَزِيزُ الْحَكِيم ) 

النتجة حصول الطلبين:
اﻷول : كون إبراهيم مستسلما لله قال تعالى (إِنَّ إِبْرَاهِيمَ كَانَ 


أُمَّةً قَانِتًا لِلَّهِ حَنِيفًا وَلَمْ يَكُ مِنَ الْمُشْرِكِين(120َ) النحل 

الثاني : إرسال محمد صلى الله عليه وسلم بالصفات واﻷفعال 


التي طلبوها قال تعالى (كَمَا أَرْسَلْنَا فِيكُمْ رَسُولًا مِنْكُمْ يَتْلُو 

عَلَيْكُمْ آيَاتِنَا وَيُزَكِّيكُمْ وَيُعَلِّمُكُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَيُعَلِّمُكُمْ مَا لَمْ تَكُونُوا تَعْلَمُون(151َ) البقرة 

وقال صلى الله عليه وسلم ( أنَا دعوةُ إبراهيمَ) ح حسن 

أسأل الله سبحانه وتعالى أن نكون وإياكم ممن انتقى أحسن 


الكلام وأحسن الخطاب وأحسن التعظيم لله سبحانه وتعالى وأن

 نكون وإياكم مستجيبي الدعاء 

‫#‏ومضة‬ 


لو كنت مسئولة في التعليم لقررت مادة اسمها فن الدعاء لما 


رأيته من خلال البحث والتدبر من أثر هذا الفن في الدنيا 

واﻵخرة ففي الدنيا في سير اﻷنبياء وكرامات اﻷولياء وفي 

اﻵخرة ما وعده الله للداعين 

محبتكم


 #د_فاطمة_ الجارد_الرياض



@DrAljared1



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق